الجزء الأول.
لأنه فقير، بدون سابق إنذار، تم سحبه بقوة لمركز الشرطة بتهمة السرقة من أحد المحلات التجارية المشهورة بماركاتها العالمية.
صاحب هذه المحلات رجل أعمال كبير ومعروف في البلاد، ولهذا السبب تم القبض على الشخص المشتبه به بأقل من نصف ساعة على وقوع حادثة السرقة.
الغريب في الأمر أنه تم القاء القبض على فقير كان دائماً يجلس بالقرب من المحل التجاري متأملاً شفقة الأغنياء القاصدين المحل التجاري، بدون أي دليل حقيقي على أنه مرتكب الجريمة!
عندما تم سحبه بقوة إلى مركز الشرطة، ظل الفقير يبكي بحرقة وهو يتوسل إليهم بأنه لم يفعل شيئاً، ولكن لاحياة لمن تنادي.
في الجانب الآخر لم تكن الشرطة تكترث لبكاء الفقير ولا حتى رجل الأعمال المعروف، لأنه ببساطة ماسرق من المحل لايقدر بثمن بسيط.
عند وصولهم لمركز الشرطة، لم يتأخر الضابط باتخاذ القرار بخصوص القضية، فابلغ الفقير بنبرة حادة: " أما أن تعيد المجوهرات التي سرقتها، أو تدفع ثمنها.
و واصل الضابط حديثه: "سأدعك ترحل الآن ، ولكنك ستظل تحت المراقبة حتى لا تفكر بالهرب" .
خرج الفقير وهو يبكي، فهو لم يسمح له بنطق أية كلمة ليدافع بها عن نفسه، وظل يبحث عن محامي، ولكن للأسف، ف ليس هناك من هو مستعد للقيام بذلك بدون مقابل، وإذا وجد مثل ذلك المحامي، فهو يرفض أيضاً لأنه لم يتجرأ أحد من قبل بأن يقف أمام ذلك الرجل الأعمال المعروف في أي محاكمة سابقة.
وعندما حان موعد المحاكمة، انتظر الجميع في المحكمة محامي الفقير لكي يحضر، مع علم الجميع بأنه لن يحضر أحد، وما هي إلا ثواني معدودة على إصدار الحكم، إلا ويطرق شخصاً ما باب المحكمة ثلاث طرقات منتظراً السماح له من قبل القاضي بدخول الجلسة.
هل وصل محامي الفقير؟ ومن هو هذا المحامي الجريء الذي قرر بأن يقف في وجه رجل الأعمال في قضية يستحيل الفوز بها وبدون خوف أو تردد؟ وقبل كل ذلك، هل وجد الفقير حقاً محامي ليقف بجانبه في هذه القضية الصعبة؟
التكملة في حسابنا الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق