هل تعلم"
ان أكثر العبارات التي انطبعت في أذهاننا خلال طفولتنا "لا تأخذ الحلوى من الغرباء" .
كان يحرص آباؤنا على تكرارها علينا عشرات المرات علّها تستقر في أذهاننا ونبعد عن أنفسنا خطر هؤلاء الذين يريدون بنا السوء والضرر.
ومهما تعاقبت السنين ستبقى النصيحة الذهبية من الآباء للأبناء.
لكن هل تعلم أن تلك النصيحة ليست مجرد كلمات عابرة، أو أنها نشأت من العدم؟ فقد كانت هناك حادثة تقف وراء تلك الكلمات الخالدة في ذاكرة الجميع!
تعود القصة للأخوين "تشارلي روس" و "والتر روس"، وهما السبب الذي يقف وراء عدم قبولنا الحلوى من الغرباء، وللأسف، فقد كانا أول من يقع في فخ الحلوى اللذيذة!
بدأت الحادثة في 1874م في فيلادلفيا، حيث كان الشقيقان يلعبان في فناء المنزل الأمامي، ومر عليهما غرباء وقدّموا الحلوى.
وقع ذلك خلال سفر والدتهما وشقيقتهما الكبرى إلى مدينة أخرى، فكان الطفلان تحت مسئولية والدهما روس الذي كان في عمله.
مر ذلك اليوم بسلام، وقد أبلغ الطفلان ما حدث لوالدهما والذي حذرهما من قبول أي هدية.
وبعد عدة أيام لاحقة، عاد الوالد روس إلى المنزل مبكرًا، وقد قرّر أن يفاجئ طفليه بألعاب نارية للاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي الموافق للرابع من يوليو، لكنه لم يجد أيًا منهما في المنزل.
بحث روس بشكل جنوني في كل مكان في المنزل، وطرق أبواب الحي والجيران دون جدوى.
لكن في طريق عودته وجد والتر لوحده ولم يكن بصحبة تشارلي.
كان والتر والبالغ من العمر 5 أعوام يرتعد من الخوف، ولم يكن قادرًا على الكلام.
وبعد شعوره بالإحباط من البحث غير المجدي للشرطة، قرّر روس البحث عن طفله المفقود بنفسه، وقد انتشر خبر فقدانه كالنار في الهشيم، حتى أن الخبر تصدّر الصفحات الأولى للصحف، وقد تم رصد جائزة لمن يعثر عليه.
وبعد أسابيع قليلة، وأملًا في الحصول على الأموال، أرسل مختطفو الطفل رسائل لطلب فدية قدرها 20 ألف دولار.
لكن روس لم يكن بحوزته هذا المبلغ، وبكل أسف لم تستطع الشرطة والمباحث الوصول إلى الطفل المختطف.
وبعد مدة تمكّنت الشرطة من إطلاق النار على المختطفين في حادث سرقة منفصل، لكن وحتى آخر لحظات في حياتهم لم يكشفوا عن مخبأ تشارلي أو ما قد حلّ به.
وحصلت القصة المأساوية، حيث قام الوالد روس بكتابة الأحداث المؤسفة في كتابه "The father’s story of Charley Ross" .
انتهت قصة تشارلي، لكن قصص حلوى الغرباء لم تنتهِ بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق