هل تعلم:
ان اختتم المؤلف الأمريكي "chris guillebeau" كتابه "$100 Startup" بقصة قصيرة توجز كل الكلام، بطلها سائق توك-توك في كمبوديا.
ولمن لا يعرف التوك توك فهو موتوسكيل على ثلاث عجلات يجر ورائه مقعداً يكفي شخصين أو أربعة، وهو وسيلة نقل رخيصة تنتشر في البلاد الفقيرة، ويتميز سائقوه بالجنون والتهور.
هل يمكن لسائق توك توك لم يحصل على أي قدر من التعليم الحكومي ولا يعرف سوى كلمات بسيطة من الإنجليزية في كمبوديا، التي تعتبر من الدول الفقيرة، أن يحقق نجاحاً ويتفوق على أقرانه من سائقي التوك توك؟
سائق التوك توك الكمبودي "رهت"، أدرك حكمة تجارية بسيطة، مفادها أن عميل متكرر خير من عميل المرة الواحدة، وأدرك أن الثقة والصدق هما مفتاحا النجاح المالي، لا الكذب والخداع لكسب درهم حرام.
قدم "رهت" نفسه لمؤلف الكتاب "كريس" وهو يزور كمبوديا، عارضاً عليه خدماته لتوصيل المؤلف إلى أي مكان وفي أي وقت من النهار أو الليل.
وأكد "رهت" على "كريس" بأنه يستطيع الإتصال على هاتفه الشخصي "الجوال" في أي وقت أراد الذهاب لمكان ما، حتى لو كان الوقت متأخر جداً من الليل.
وجهة نظر "رهت" كانت أن بناء قاعدة من العملاء المتكررين أفضل له و أوفر وأكثر ربح من التجوال في شوارع المدينة المزدحمة بحثاً عن راكب محتمل.
في حين يجني غيره من سائقي التوك توك في كمبوديا ما متوسطه 5 دولار في اليوم، اعتاد "رهت" ربح حتى 50 دولار في اليوم.
لا يعتمد "رهت" على دراجته وحسب، فهو يضع إعلاناً على ظهر التوك توك لصالح مخبز شهير يدفع له سعراً ثابتاً كل شهر، وحين يجلب رهت الزبائن لهذا المخبز، يحصل على عمولته.
حين يتصل عميل "رهت" ويطلب منه ترتيب وسيلة انتقال إلى خارج المدينة، يعرف "رهت" الوسيلة المناسبة سواء سيارة أو حافلة، ويضمن شخصياً السائق الذي سيوصل العميل إلى حيث يشاء ويضمن مستوى خدمة راقية.
قد تتساءل ماذا يفعل "رهت" بماله؟
عادة أهل بلده القمار، لكنه لا يفعل ذلك، بل يدخره وينفق على أبناءه، خاصة وأن ابنته هي أول فرد في عائلته يصل إلى المرحلة الجامعية.
صحيح أنه من الصعب أن تفكر بأن تكون كمبوديا هي وجهتك السياحية في يوماً ما، ولكن إن حصل ذلك، وقررت السفر لها، وكنت تتمنى لو كان "رهت" مرشدك السياحي، فيمكنك التواصل معه عبر هاتفه الشخصي ( 0085512543767 )، وهو بخدمتك طوال رحلتك السياحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق