هل تعلم"
في أحد الأيام من عام 1913م، وقعت جريمة قتل في مدينة كارولاينا الأمريكية، حيث تم العثور على جثة رجل أبيض يبلغ من العمر 73 عام ويدعى "جون لويس"، مقتولاً بالرصاص في منزله.
كان السلاح المستخدم في الجريمة هو عبارة عن مسدس تم تتبعه لرجل يدعى "مونكس ستيفنز"، وهو رجل كان لديه سجل سابق في السرقة وغيرها من الأمور، كما نسميه بالعامية "صاحب سوابق" .
الأمر الغريب في الموضوع أن الشرطة لم تقم بإعدامه، بل قدمت له عرض بأن يتم سجنه مدى الحياة مقابل توجيهه أصابع الإتهام للأخوين "توماس كريفن، وميكس كريفن"، ويصر على قوله بأن الأخوين هما من حرضاه على القتل!
قد تتساءل الآن: لما قامت الشرطة بهذا السيناريو خصوصاً أنها اكتشفت القاتل الحقيقي؟ ولما يتم توجيه أصابع الإتهام للأخوين كريفن دون غيرهما؟
في حقيقة الأمر، كان الأخوين كريفن من أغنى الرجال السود في المنطقة، وكان يملكان حوالي 130 فدان من الأرض الزراعية.
في مجتمع عنصري مثل المجتمع الذي كان يعيش فيه الأخوان، كان امتلاك رجلين أسودين لأرض كبيرة وبثروة مثل تلك يعتبر شيء غير طبيعي وخارج عن المألوف!
كانت هناك احقاد كبيرة وعنيفة من قبل المسؤولين وأصحاب القرار، وبعد التهمة التي وجهت لهم، اضطر الأخوين لبيع أرض المزرعة، بالإضافة إلى باقي أراضيهم وذلك لدفع أجور المحامين.
لم يكن يعلم الأخوين أنهم أمام محكمة ظالمة مكونة من هيئة محلفين جميعهم من البشرة البيضاء، بالإضافة إلى قاضي عنصري.
وعلى الرغم من كتابة أكثر من مئة شخص رسالة يتم الدفاع فيها عن الأخوين، إلا أن كل ذلك لم يعد بفائدة، لأنه تم الحكم عليهم بالإعدام عن طريق الكرسي الكهربائي، وذلك في عام 1915م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق