أرض في الصحراء، مين مجنون يزرع بالصحراء!
جملة قالها الفنان الكوميدي المصري "أحمد حلمي" في المشاهد الأولى من فيلمه (مطب صناعي)، قبل أن يكتشف في النهاية أنها خاطئة تماماً !
في زمن كانت فيه أفلام الغرب الأمريكي أو ما كان يدعى بالغرب المتوحش هي الأنجح على الإطلاق، كان المنتجون آنذاك يبحثون عن أماكن مناسبة ومختلفة لتصوير تلك النوعية بعناية.
وفي قائمة اختياراتهم، تكرر إسم مميز جداً قد تسمعونه لأول مرة وهو "ألمرية" .
ألمرية هي مدينة أمر ببنائها الخليفة "عبدالرحمن الناصر" في الأندلس، وكانت معلماً من معالم الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت.
لكن، ومع مرور مئات السنين، اصبحت مدينة تابعة لإسبانيا، وقد تم تصوير العديد من أفلام الغرب الأمريكي فيها بسبب المناخ الصحراوي الجاف الذي يميزها.
لكن الحكومة الإسبانية وجدت أنه يجب إستغلال المساحة الضخمة للمدينة في شيء أكثر أهمية من ذلك، شيء سيغير ملامح ألمرية إلى الأبد.
فقد قررت الحكومة سنة 1980م، أن تحول المناطق الجافة والأراضي القاحلة المنتشرة في ألمرية إلى أكبر مجمع للدفيئات الزراعية في العالم.
فتحولت ألمرية من مجرد منطقة جرداء جافة جداً أشبه بصحراء قاحلة، إلى ثروة فلاحية تغطي نصف حاجة أوروبا من الخضار والفواكه الطازجة! مما يوفر لمدينة ألمرية عائد سنوي يتعدى المليار والنصف دولار، فقط باستعمال تربة مستوردة وتقنيات الزراعة في الماء.
إن العبرة من هذه القصة هي أن لاشيء مستحيل.
ربما يكون الطريق نحو تحقيق أهدافك جاف مثل أراضي ألمرية، ولكن دائماً هناك حل بديل لتخطي العوائق.
لو استسلمت الحكومة الإسبانية للأمر الواقع لبقيت ألمرية على حالها إلى يومنا هذا "صحراء قاحلة" .
إذا لم تجد طريقاً نحو أهدافك، إصنع طريقك بنفسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق